المراء والمخاطبة والجدل
روى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المراء في القرآن كفر " 0
وقال بعض السلف : إذا أراد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل وإذا أراد الله بعبد شراً أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل وقال إبراهيم النخعي : ما خاصمت قط وقال الجزري : ما خاصم ورع قط 0
فالحذر الحذر من الجهل بعد العلم والضلالة بعد الهدى
والمجادلة الشرعية هي ما عناها الله بقوله : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) هذا اهل الكتاب فكيف بالمسلمين او ذوي القربى
عدم المراء والأخذ به
والمراد بالمراء الجدال فيما لا طائل منه فإن الجدال الذي لا يراد منه الوصول إلي الحق ولا يكون على سبيل البحث عن شيء واضح وإنما يقصد منه مجرد الجدل أو يقصد منه تعجيز الآخرين وإفحامهم من غير سبب شرعي أو يقصد به التشهير والإزعاج لقصد الغلبة والإفحام وإظهار الفضل والشرف والتشدق عند الناس وقصد المباهاة والمماراة وإستمالة وجوه الناس فهذا منبع جميع الأخلاق المذمومة عند الله المحمودة عند عدو الله إبليس ونسبتها إلي الفواحش الباطنة من : الكبر والعجب والحسد ….وغيرها كنسبة شرب الخمر إلي الفواحش الظاهرة من الزنى والقذف والقتل والسرقة وقصة من خير بين الشرب والفواحش معروفة !! وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )
وفهم مسلم بن يسار من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فهم فقال : ( إياكم والمراء فإنها ساعة جهل وبها يبتغي الشيطان زلته )
والمؤمن كما قال الحسن رضي الله عنه : ( لا يداري ولا يماري ينشر حكمة الله فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله ) وبهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " وفهم ذلك أصحاب مدرسة النبوة فقال أحدهم وهو مالك بن أنس : ( المراء يقسي القلوب ويورث الضغائن ) وكل هذا التحذير لكون المراء يوقع في المحرمات ويقطع الصلات كما قال محمد بن الحسن رحمه الله : ( عند الحكماء أن المراء أكثره يغير قلوب الأخوان ويورث التفرقة بعد الألفة والوحشة بعد الأنس ) وهذا المراء لا يكون عندما نفهم أن المقصود من الإجتماع ظهور الحق وصفاء القلوب وطلب الفائدة وأنه لا يليق بأهل العلم تعاطي المنافسة والشحناء لأنها سبب العداوة والبغضاء بل يجب أن يكون الإجتماع ومقصوده خالصاً لله تعالى لتتم الفائدة في الدنيا والسعادة في الآخرة ولنتذكر قوله تعالى : ( ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون )
فإن ذلك يفهم منه أن إرادة إبطال الحق أو تحقيق الباطل صفة إجرام فليحذر منه وقد بين الشافعي رحمه الله ما يجب أن يكون بين العلماء فقال : ( العلم بين أهل الفضل والعقل رحم متصل )
lk jv; hg[]g hgurdl gm fdj td hg[km