أخي خالد الحمدي
لاشك أننا يجب أن نتحاور بهدوء و روية و يجب أن تتسع صدورنا لبعضنا البعض و أن نلتمس العذر لإخواننا و أن نحسن الظن فكلنا في النهاية بشر و كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب ذلك القبر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
و لدي مداخلة بسيطة حول جهم و الرواية العامية وقبولها , فأقول مستعينا بالله :
ليس للبيضان علاقة بجهم إلا علاقة الجوار في أبي ضباع وكلهم من بني عمرو و لم يقل أحد أن البيضان من جهم إلا البلادي الذي أدرج البيضان والغيادين تحت جهم اعتمادا على رواية عامية ثم تدارك الخطأ في الطبعة اللاحقة و إن بقيت الطبعة الأولى تحمل هذا الخطأ. و من المعلوم أن جهم حلف شهير في بني عمرو قديم له ذكر نابه في وثائق بني عمرو و وهو يضم قبائل عديدة ليس منها البيضان.
و أما الجاسر فلم يكن يأخذ الرواية العامية مجملة بل ضمن ما ذكرت من أن يريوها ثقة و لكن يشترط المعاصرة والقرب الزمني من الحدث المتعلق بالرواية و ألا تناقض ما أثبت بدليل نقلي سابق و من شروط الاستناد على الرواية العامية أن يرويها معاصر عن معاصر و أن تكون ضمن إطار زمني معقول فلا يمكن الأخذ برواية عامية منقطعة السند في أمور النسب خاصة إذا وجد ما ينفيها من الأدلة المثبتة كتابة. فرد الروايات العامية جملة أمر غير مقبول و نحن لا نرد الرواية العامية اجمالا بل قدقد نعتمدها عندما تروى عن ثقة بسند متصل أو مرفوع ضمن المعقول المتعارف عليه وقد نستأنس بها و قد نقويها لاشتهارها بمحتواها الإجمالي لأنه ليس هنالك دليل مثبت نقلا أو كتابة ينفي حدوثها ولا نشترط لقبولها مثل هذا الدليل.