في ورقة قدمها في منتدى البيضاني

الأديب علي إبراهيم مغاوي
كتب - أحمد السلمي
} في ورقة قدمها في منتدى
البيضاني بعنوان .. ( ثقافة الأثر الحقائق والمرجعيات) الأديب مغاوي / نحن لا نريد إحياء التراث لنستشير أسلافنا كيف نزرع القمح بل لنستلهم ما يمكن أن نصون به مقومات روح وحدة المجتمع العربي المسلم ..
حمل الأديب علي إبراهيم مغاوي وزارة التربية والتعليم المسئولية الكاملة في تشويه الإحساس بقيمة وأهمية الآثار والتراث في نفوس الناشئة موضحا أن واقع الآثار أصبح محزنا جدا عندما أُسند هذا الإرث التاريخي الهام بالخطأ إلى هذه الوزارة قبل أن يُنقل برمته للهيئة العامة للسياحة والآثار وأضاف يقول لقد خسر الوطن الكثير حينما صُنف التراث والآثار كهمة مهمة ثانوية بل وتعدى الأمر إلى خطورة تعميق بعض الرؤى والمفاهيم الخاطئة التي ادّعت جهلا وتجاهلا حُرمة صوره ونقوشه الثابتة والمتناولة وسعت إلى هدمه وكسره في أماكن أخرى وعملوا على قطع رؤوس الأحاسيس الفنية عند أبنائنا حتى شوهوا كل ما يرسمونه .. وحولوا إبداعاتهم إلى مسوخٍ فجة لا تحرض على إعلاء الذائقة الفنية .. ومضى يقول خلال ورقته التي قدمها مساء الثلاثاء الماضي في
ثلثائية الدكتور رشيد البيضاني بمحافظة جده تحت عنوان ثقافة الأثر الحقائق والمرجعيات.. لقد توالت نكبة سحق وتدمير شواهد الماضي العتيق حينما انبرى رؤساء البلديات يقترحون المشاريع على رفات أجدادنا دون أن يأبهوا إلا لخطاب شكر أو إنجاز مهمة وتوفير خدمة.. حتى لم يعد يعلم أهل جدة القديمة أين ولماذا سميت جدة – وبقيت الفاو تحت رمال بعمق أربعة أمتار رغم أن مشروعها قد بدأ قبل أكثر من خمسين عاما – ولم يعد في أخدود نجران سوى ما لم يمكن نقله أو طمسه – ولم نعد نعرف أين كان بيت الرسول صلى الله عليه وسلم – وأصبح أهل المدينة عاجزين في تحديد مسارات معركة أحد أو طريق الهجرة رغم اجتهاد المؤلفين بل حتى صاحبكم القادم إليكم من أعالي الجبل وشعاب الأساطير .. لم يعد لديه قصاصة من تاريخ عسير إلا المحكي منها .. بعد أن جاء يوماً من يتلفها بحجة البحث عن المشعوذين والكهنة حتى قضوا على كل الوثائق التاريخية وألمح في سياق محاضرته أن دعاة التغريب والانبهار بالجديد قد نجحوا في معظم الأحول إلى الوصول به لخانة المذموم بدعوى الرجعية والتخلف لكل من يحبه أو يتمسك به .. وتمكنوا في حين غفلة إلى تحويله لمكروه لأنه يحد من التقدم والتطور أو لا يدل عليه وفي مقابل هذا وذاك نجدُ القائمين عليه يصيحون بالمشيحين عنه ويشرحون لهم أن العناية بالآثار والتراث لا تعني المطالبة بالبقاء في أتون الماضي وترك قطار التطور ...وطالب مغاوي في سياق محاضرته بضرورة قيام حوار جاد مع ماضينا حتى نحس بوجوده حيا من جديد ونزدادَ نحن حياة على حياة وأضاف نحن لا نريد إحياء التراث لنستشير أسلافنا كيف نزرع القمح ولا لنسألهم تحسين تكنولوجيا العصر ، ولا لنحاورهم في كيفية ترميم مخطوطاتنا لصالح دار الوثائق أو دارة الملك عبد العزيز ، بل نطالب بإحياء التراث لنربط ماضينا بحاضرنا لنستلهم ما يمكن أن نصون به مقومات روح وحدة المجتمع العربي المسلم وامتدح الأديب مغاوي جهود الدكتور سعد الراشد المتعلقة بالكثير من الدراسات التي رصدت تاريخ الآثار والتراث وأرضت شيئا من الطموح لدى أبناء هذا الوطن وعرج في أمسيته إلى أصل كلمة التراث وهي كلمة عربية أصيلة وردت في القرآن الكريم قال سبحانه (وتأكلون التراث أكلا لما) مبينا أن التعريف الفني للتراث هو تعريف نسبي لم يرد إلا حديثا حيث عُرِّف بأنه جميع ما وصل إلينا من أنواع نتاج الفكر العربي قبل الإسلام وبعده،سواء كان منقولا بالكتابة أو المشافهة أو السلوك،خلال العمر الممتد عبر القرون .. وتحدث أيضا عن مصادر التراث التي أوجزها في المخطوطات ومصادر أخرى كالمباني والطبعات القديمة والتناقل الشفاهي،. وقدم في نهاية جلسته الأدبية عدد من الموجبات والمبررات التي تدعو لدراسة التراث الحالية والتي اختصرها في أن دراسة التراث تمكننا من أن تقوم حياتنا على أسس دينية وتاريخية تؤهلنا من أن ندخل كلَّ عصر بتوقيت ممتد وفعل متراكم .. مقدما شكره وتقديره للدكتور البيضاني على استضافته في هذا المنتدى الثقافي والأدبي الذي وصفه بأنه مكان ثقافي أدبي مرموق على مستوى المملكة والوطن العربي وشكر كل من حضر هذه المناسبة من مفكرين وأدباء وتربويين وإعلاميين .. حضر المناسبة عدد من الأكاديميين والتربويين ورجال الثقافة والأدب والإعلام.. جدير بالذكر أن الأديب والإعلامي علي مغاوي يُعد أحد المهتمين بالتراث والآثار على مستوى منطقة عسير وله العديد من الأعمال والإسهامات الأدبية والإعلامية حيث شارك في كتابة العديد من المقالات الأدبية والتراثية والثقافية في الصحف والمجلات السعودية والعربية وقام بزيارة أكثر من 40 دولة عربية وأجنبية بهدف تكوين رؤية منهجية علمية عن اهتمام ورعاية هذه الدول للتراث والآثار وتتبع الأنشطة السياحية المختلفة إضافة إلى جهوده الوطنية داخل المملكة
egehzdm ]L vad] hgfdqhkd jsjqdt hgH]df lyh,d