وصا يا في صيد القلوب
السهم الأول: الابتسامة
قالوا: هي كالملح في الطعام‚ وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة‚ (فتبسمك في وجه أخيك صدقة) كما في الترمذي‚ وقال عبدالله بن الحارث (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم)‚
السهم الثاني: البدء بالسلام
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة‚ وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف‚ وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام‚
السهم الثالث: الهدية
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب‚ وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها‚
السهم الرابع: الصمت وقلة الكلام إلاّ فيما ينفع
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس‚ واياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين‚ ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك‚
السهم الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات وعدم مقاطعة المتحدث
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه‚ ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة‚
السهم السادس: حسن السمت
وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة‚ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله جميل يحب الجمال) كما في مسلم‚
السهم السابع: بذل المعروف وقضاء الحوائج
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ‚‚‚‚‚‚‚‚ فطالما استعبد الإنسان إحسان
بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)‚ والله عز وجل يقول (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)‚
السهم الثامن: بذل المال
فإن لكل قلب مفتاحا‚ والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان‚
السهم التاسع: إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم
فما وجدت طريقاً أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه‚ فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم‚ فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب‚ واسمع لقول المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه‚‚‚‚‚‚ وصدق ما يعتاده من توهم
عود نفسك على الاعتذار لاخوانك.
السهم العاشر: أعلن المحبة والمودة للآخرين:
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع‚ لكن بشرط أن تكون المحبة لله‚ وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال‚ والشهرة والوسامة والجمال‚ فكل أخوة لغير الله هباء‚ وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)‚
السهم الحادي عشر: المداراة
فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم‚ فلما رآه قال بئس أخو العشيرة‚ فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه‚ فلما انطلق الرجل‚ قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا‚ ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه‚ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‚ يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه)‚
منقول
,whdh td wd] hgrg,f